قصة قصيرة (فراق )




فراق

كم مر ألان ... عشره سنوات .. لا أكثر من عشرة .. لا بل اقل .. في اى سنه نحن .. لا اعلم .. بل اعلم ولكنى أتظاهر كما كنت أتظاهر دائما أنى لا اعلم .. لن استطيع الكذب على نفسي أكثر من ذلك .. يجب أن أواجهه الحقيقة .. اليوم عمري قد تخطى السبعين عام .. اليوم فقط وبعد كل تلك السنوات اكتشفت أنى لم يكن اعتقادي صحيح  .. انظر إلى نفسي وأتذكر كم كانت حياتي جميله ولكنى لم أرى ذلك  .. لانى وببساطه كنت مشغولة بما كنت أريده وارغب فيه .. اعتقادي كان يسيطر عليا وجعلني لا أرى السعادة التي كنت أعيشها ..وألان اتسائل
ماذا كنت أريد من حياتي ؟
هل كنت أتمنى أن امتلكه؟
 حين تزوجته اعتقد أصبح ملكيه خاصة بي ..
 كيف وأنا ارفض أن أكون ملكيه خاصة به؟
,كما أنى  صارعته في حقوقي ولم أفكر فيما يجب أن أقدمه
 كنت أرى دائما أن هناك شئ ما ينقصه  .. ولكنى لم احدد هذا الشئ أبدا
 كنت ابحث عنه كلما دار بيننا حوار .. كنت أريد أن اثبت لنفسي أنى الأفضل وانه الاسواء
واليوم أرى كل شئ بوضوح ..
ماذا يريد الإنسان من حياته؟  ان يكون سعيد
 ما هي السعادة؟
هل السعادة في أن تحصل على كل ما تريده دون نقصان ؟
هل السعادة في أن تستطيع الوصول إلى أهدافك بكل دقة ؟
هل السعادة ان تحقق نجاح فى عمل ؟
أم أن السعادة هي فرض شخصيتك ورغباتك ومعتقداتك على من حولك ؟
السعادة مفهوم كنت ابحث عنه وكنت أرى نفسي سعيدة في بعض المواقف  ثم سرعان ما أعيد ترتيب الأمور فأجد نفسي لا اشعر باى سعادة إن ما أقوم به لا يشبع رغبتي في الحصول على السعادة المطلوبة ..
نظرت إلى التجاعيد التي أسفل عيني والى يدي التي أصبحت (مكرمشة ) لقد مر العمر وأنا وحيده .. والوحدة التي اقصدها هنا الوحدة بداخلي  كنت أعيش وسط الناس  ولكنى كنت ارفض أن أكون معهم .. لم يبتعدوا هم عنى ولكنى كنت ابتعد أنا عنهم انظر إليهم على أنهم لا يفهمون ما اقصد .. أتحدث إلى نفسي على أنهم أتفه من أن أتقدم إليهم خطوة ..
واليوم ذكرى زواجي  من زوجي  اقصد من كان زوجي .. لقد طلقت منه بناء على رغبه منى .. لقد قمت بكل ما يمكن أن أقوم به حتى احصل على الطلاق .. وإذا سألني شخص ألان عن سبب الطلاق لن استطيع الاجابه عليه .. أو بالأحرى لن يكون عندي الجراءة في ذكر الأسباب .. لقد كنت في حينها في صراع بيني وبين نفسي .. كنت أرى أشياء  كانت تتجسد في ذهني دون غيري  .. احلل الشخصيات واقر إنها كما أرها .. لم اكن اصدق  أن هناك رؤية أخرى .. كانت الدنيا تصبح سوداء لأتفه الأسباب  فإذا قرر هو السفر إلى رأس البر  وأنا ارغب في السفر إلى بور سعيد  اشعر أن العالم قد توقف وأنى مرغمه .. كانت هناك فكره وحيده تشغل عقلي وهى أنى مرغمه وهو  يحاول فرض سيطرته علي .. يريد أن يجعل نفسه( سي سيد) كما يقولون .. كنت انزل إلى عملي في وزاره المالية .. وأنا أفكر
 ماذا كان يقصد أمس حين قال لي انه في حاله نفسيه سيئة؟
 هل كان يريد أن يبلغني أنى سبب حالته؟
 هل أنا سيئة إلى درجه انه يصاب بالملل والكابه؟
 انه لم يأكل معي بالتأكيد  أكلى لا يحبه .. انه يكره أن يجلس معي .. أم أن هناك أمراه أخرى يأكل معها ويعيش معاها حياته .. أنا على يقين انه على علاقة بأخريات انه يعمل في مجال التسويق العقاري .. وكثيرا من زبائنه نساء  كما انه يتصنع الطهر والبراءة 
هل من المعقول ان يكون هناك رجل طاهر برئ ؟
 يعتقد أنى غبية  يعتقد أنى لا افهمه ولكن هيهات فانا  اعرف تماما ما يفكر فيه
انه يسعى دائما أن يكون ذو هيئه جيده
 لماذا ؟
لن استسلم أبدا لما يقوله يريد أن يقنعني دائما انه ليس ضد حريتي ولكنه يقيدها  دائما يسألني
 أين كنتى ؟
 إلى أين أنت ذاهبة ؟
 يعبر  دائما  عن آراءه في صديقاتي ويختار لي أحيانا الأفضل من وجهه نظره مع أنى أرى العكس حاولت أن افعل مثله كان يقول لي أن هناك أمر  يجب أن اعرفه جيدا انه يرى الناس وهى تتعامل معي بشكل غير الذي أراه
 هل يريد أن يقول لي انه يفهم الناس أكثر منى ؟؟
انه مخطئ كل الدراسات تقول أن المراه أكثر ذكاء من الرجل وأنها تستطيع أن ترى أشياء هى الوحيدة التي تراها بدقة وتفهمها بقوة  كما أن لديه حاسة ليست موجودة إلا عندها  وهى الحاسة السادسة التي تستطيع من خلالها أن تعلم من هو الأفضل والأحسن
أخذت نفس عميق وأنا ابحث بين ملابسي اغلب تلك الملابس هو الذي اشتراها  كان يتمتع بذوق رفيع لم ألاحظه إلا ألان
وتذكرت
 كنت دائما أره يحاول أن يراوغ يحاول أن يخرج من موضع إلى أخر ليكون الحديث في  صالحه ويريد أن ينتصر دائما  وإذا صادف وانتصرت أنا يتقبل الأمر بسهوله جدا وكأنه أمر عادى انه يريد أن يقول لي انه لا يهتم  وأنا أيضا لن اهتم وحتى أكون واضحة مع نفسي سوف أضعه موضع اختبار دائم لقد تأخرت اكثر من مره في العمل ولم يسال عنى وحين سألته قال أني كنت أتضايق من سؤاله فقرر عدم السؤال انه يتحايل عليا فقررت أن أقول له أنى غير راضيه عن ذلك فأصبح يتصل بي كل لحظه انه يريد أن يقول لي أن ما اطلبه ضدي واني أنا صاحبه الفعل وان أنا التي  أضايق نفسي بنفسي
أنجبت منه ابني سامر وابنتي سمره .. أحبهم جدا  هو أيضا كان يحبهم ولكنه كان يحب الولد أكثر من البنت رغم انه كان يؤكد ان ذلك غير صحيح ولكنه يريد ان يربى الولد بشكل مختلف عما  يراه من الإباء في تلك الأيام  ولكنى لم أصدقة  البنت كانت بيني وبينه مشاعرها منقسمة وهو لم يبخل بمشاعره اتجاهها ولكنى على يقين انه يحب الولد أكثر
كان يسافر كثيرا  حاول أن يجعلني اعتقد أن سفره بهدف العمل كما انه يسافر مع أصدقاءه انا لم اصدق ولن اصدق يجب أن أتحدث معه انه يعاملني كانى قطعه أثاث
-        أنت ليه ما بتخدش وتدى  معايا
-        مين قال كده إحنا على طول بنتكلم سوى
-        لا أنا قصدي أنت ليه ما بتكلمنيش في الحاجات اللي تخصك
-        وإيه يخصني عايزه تتكلمي فيه
-        أنت اللي تقول مش أنا ولا أنت عايزنى احدد عشان يبقى هو ده الموضوع وأنا اللي قولت
-        لا خالص بس أنا شايف إن أنا معنديش حاجه اخبيها
-        لا عندك دور كده تلاقى كتير
-        طب لو قولت لك انه ما فيش
-        لا في أنت فكرني هبله ولا غبية .. أنت ليه دايما بتشوفنى مش فهماك
-        مين قال كده
-        طرقتك
-        خالص على فكره انتى فاهمه غلط
-        شفت أديك بتقول إن أنا  ما بفهمش
-        طب أنت عايزه إيه دلوقتى
-        أنا مش عايزه حاجه
تركني وحيده لم يفكر في أن يتقرب منى او يعتذر  هذا ما كان يخطر في بالى في تلك الأحيان ولذلك قررت أن أضعه أمام الأمر الواقع
-        أنت مش مؤمن أن الستات ليهم حقوق أنت فاكر انك  أتجوزت خدامه
-        خالص على فكره بس انتي مش عارفه الفرق بين الراجل والست
-        اه شفت بقى أنت بتقول ان في فرق أمال بس وجعت دماغي قبل الجواز بالمساواة
-        المساواة حاجه والمسؤوليات في الجواز حاجه تانيه
-        تقصد أيه ؟
-        اقصد إن أنا عليا حاجات انتى مش ملزمه بيها عشان كده أنا بعملها وهى اللي بتخلينى أبان بالشكل ده
-        طب خلاص أنا هشيل الالتزامات دى عشان ما يبقاش عندك حجه
-        خلاص أنا موافق
-        هي أيه بقى الالتزامات اللي أنت شايف انك شايلها  ومحسساك انك أحسن منى  
-        أنا مش هقول بس أنا هشيل ايدى من كل حاجه بعملها
الحياة بدت صعبه  
هل كان ملزم بكل تلك الأمور؟
 مصاريف المدرسة للولد والبنت
 طعام المنزل
مصروفات المنزل البسيطة والاساسيه  
النادي
 الملابس
 السفر
أنا  يجب أن اعمل أكثر مما اعمل يجب أن أضاعف الوقت وان احصل على مزيد من المال
     اه انه يضعني في هذا الموضوع حتى يخبرني انه الأفضل ولكنى لن اسمح له إنها مسئولياته هو
-        على فكره الفكرة دى أنا عرفت أنت ليه قولتها
-        ليه
-        عشان تقولي انك ليك فضل عليا .. على فكره دى وجباتك أنت مش وجباتي أنا
-        مش انتى قولتى أن أنا بقول أن في فرق بين الراجل والست وان لازم يكون في مساواة خلاص أنت مسئوله زى بكل حاجه
-        بس أنت الراجل
-        اه يعنى أنت دلوقتى بقى في فرق بين الراجل والست
-        لا مش قصدي وبعيدن ما تخدش كلامي بالمعنى ده
-        أمال أخده بأي معنى
-        على فكره أنت فاكر إن أنت كده حتخلينى أتنازل عن حقي
-        أي حق
-        أنت عارف كويس أنا بتكلم عن أيه
-        بس أنا فعلا مش فاهم آنت بتتكلمى عن أيه
-        أنا تعبت وعايزه اقعد لوحدى أنا هروح عند ماما وشوف أنت بقى هتعمل أيه مع العيال
خرجت وأنا معتقده انه سيجرى خلفي وسوف ياتى يطلب الصفح والغفران ولكنه لم ياتى وعلمت انه أتى بمربيه للبنت والولد
-        الو أنت جبت مربيه للبت والواد عشان تقول أنى مليش لازمه
-        مين قال كده بس أنا قولت اسيبك براحتك
-        لا أنت عايز تقول أنى مليش لازمه أنا عايزه أطلق
-        عنيا
أيه ده بالسهولة دى يعنى هو ما صدق طب والله العظم ما أنا رجعه في كلامي
ذهبت إلى المنزل أخذت الولد والبنت وذهبت إلى منزل امى وأبى وقمت بعمل محضر في القسم بكل الأشياء الخاصة بى (المكتوب فى القايمه ) وتم حصرها بمحضر
لم يسأل تركني
 لم يتصل
وحين طلب منه القسم الذهاب حضر
وقفت أمامه وأنا انظر إليه وقد كنت على يقين انه لن يستطيع أن يطلق سيخسر الشقة والمال والأولاد
ولكنه طلقني
هل هذا حقيقي
اليوم بعد مرور كل تلك السنوات وفى  يوم زفاف ابني  هو بجانب سامر وأنا أيضا  ولكنى لم اعد أنا التي كنت في الماضي .لقد قلت لابني
-        أنت راجل عارف يعنى أيه راجل
-        ماما تقصدي أيه
-        يعنى الكلمة كلمتك يعنى هي ماتفرضش رأيها مهما كان عليك
-        ماما تقصدي أيه؟ هو أنا دخل حرب
-        خالى بالك أن أنت عليك مسئوليات مش عليها يعنى أنت اللى هتلبس وتفسح وتربى وتصرف وتأكل وتشرب يعنى أنت اللي لازم يتسمع كلامك
-        ماما ممكن أقولك على حاجه
-        قول
-        لو سمر اللي هتتجوز هتقوليلها الكلام ده
رأيت زوجي في الزفاف (اقصد طليقي )مازال كما هو . لم يتغير .. يضحك .. مهتم بمظهره .. كان يتحدث اليا بشكل عادى وكانى شخص عادى لم يكن يربطنا علاقة زواج  
جذبتني احد صديقاتي
-        شايفه عامل أزى زى ما يكون عنده تلاتين سنه والله قمر ياريت الوحدة جوزها زيه كده
كانت مفاجئه لي لقد كانت هي نفس السيدة التي كانت تؤكد لي دائما أن زوجي شخص غريب الأطوار واني متزوجة من رجل عنصري وانه لم يكن أبدا مهتم بي وقررت أن اسأله
جذبته بعيد عن الفرح
-        عايزه أسالك سؤال
-        اتفضلى
-        أنا عارفه انه مش وقته بس محيرنى
-        قولي أنا سامعك
-        أنت طلقتني ليه ؟
-        لأنك  كنتى عايزه ده
-        على فكره أنا عمري ما كنت عايزه أطلق أنا كنت بعمل كده عشان اعرف أنت بتحبنى ولا لا
-        وأنا ماكنش عندي استعداد أنى أعيش طول عمري في امتحان حب ..
-        يعنى أنت ماكنتش بتحبنى
-        مين قال كده  بس الحب مش معناه أنى أفضل طول عمري في قلق  طول عمري في حاله من الاستجواب . ساعات في ناس بنحبهم بس البعد عنهم أفضل لينا وليهم
صم انطلق إلى زوجته أنها تبدو مثله مرحه منطلقه كان يرقص معها وهى أتت الى فرح ابنه دون اى مشاكل هل يعقل أن تكون أتت إلى فرح ابني لمجرد االمباركه ومشركة زوجي أم أنها أتت حتى تشعرني بمدى خسارتي  ولكن عقلي ولأول مره يخبرني بالحقيقة
إنها أتت ليست للمشاركة
أنى على يقين أنها كامراه لم تكن ترغب فى حضور زفاف ابنه من امرأة أخرى ولكن أحيانا نفعل أشياء لا نحبها لأشخاص نحبهم فيتأكد عشقنا لهم  فيزيد عشقهم لنا من المؤكد انه بالمقابل يقوم بأشياء لا يقبلها  لمجرد انها ترغب فيها وتسعدها  .. ألان وبعد كل تلك السنوات افهم .. الفراق ليس دائما بسبب الكراهية ولكن بسبب الانانيه . ووهم الأنا
                                                                    احمد صبحي



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كتاب (9 شهور) المقدمة

قصة قصيرة (فنجان قهوة )