قصة قصيرة (لقاء )


لقاء
جميلة الإسكندرية.. حين زرتها لأول مره  لم أكن أتصور إنها بمثل هذا الجمال لكن احساسى بالمتعه والمرح لم يعد  له وجود بالدرجه التى تشعرنى بالاستمتاع الحقيقة فى هذه المدينه الساحرة فانا رغم كل ما أتمتع  به من مظاهر الترف والغنى .. وحيد اشعر بفراغ قاتل انظر الى الناس فى حيرة شديدة اتمنى ان اوقف كل شخص اقابله واسأله عن سر ابتسامتة اشعر بعدم السعادة والغيرة والضعف كلما رأيت فتى تشابكت أصابعه بيد فتاه كم تمنيت ان يكون لى تجربه واحده لا اكثر اشعر فيها بالحب واعيش تلك الاحداث والمشاعر التى طالما سمعت عنها ولكن مع الاسف لا استطيع فانا انسان خجول منطوى على نفسى كما انى حاولت ان اجذب اليا انتباه اى فتاه حاولت ان اثير اهتمام أي فتاه ولكن مع الاسف لم استطيع كم تمنيت ان تكون بصحبتى فى هذه اللحظة فتاه جميله تتشابك اصابع يدنا وتحتضن زراعى وعلى وجهها ابتسامه مشرقة
نظرت الى السماء فوجدها شديدة الغيوم وقد بدا المطر  يتساقط وكان السماء تشاركنى احزانى ورغم برودة الجو فضلت ان اسير على قدمى اخذت انظر الى وجهات المحلات ومضت فترة طويله وانا اسير على غير هدى ووجد نفسى امام محطة الترام مضت فترة طويله جدا منذ اخر مره ركبت فيها الترام  انظر إليه فتره من الوقت قبل ان اقرر ان استقله الى اى مكان هو ذاهب اليه الى اي مكان مهما كان الاتجاه
واسرعت بالركوب واخذت مكان بجانب النافذة ولم تمضى ثوان  حتى بداء الترام يتحرك ومع اول حركه وقع نظرى على مشهد ابتسمت له رغم عنى كانت هناك فتاة فى حوالى الثامنة والعشرون من عمرها  قصيرة القامة بدينه الى حد كبير تحمل فى يدها اكياس كثيرة ضمتها الى صدرها وتجرى فى محاوله للحاق بالترام والغريب ان العرق قد بدا يتندى على جبينها رغم البرد
ورغم بدانتها وما تحمله على يدها من اكياس استطاعت ان تقفذ داخل الترام فى خفة شديدة التفت بعيد  عن النافذة وجدتها  امامى قالت وهى تنهج من التعب : الكرسى ده فاضى
نظرت اليها واجبت :  ايوة
فى حركه تلقائية عجيبه وضعت كل ما فى يدها بين يدى حتى انى شعرت بانى لم اعد استطيع التنفس
قالت : معلش انا اسفه لكن انا تعبت قوى لو سمحت تشيلهم شويه عنى
خرجت منى ضحكه هادئه فهى لم تعطينى الفرصة لكى احدد اذا كانت اسمح بذلك ام لا وشعرت لاول مره انى اضحك من قلبى
مضت فترة من الصمت واخذت اجمع فيها كل شجاعتى كنت افكر فى طريقة افتح معها اى حوار كنت اتمنى ان تقوم بيننا علاقة اى علاقة
وكان القدر يستجيب لما يدور فى عقلى ونفسى خرج صوتها قالئله وهى تضع احدى قطع البسكوت فى فمها : انت نازل فين
قلت لها : مش عارف
ضحكت فى مرح شديد واشاحت بيدها : باين عليا ضيقتك على كل حال عادى انا متعوده على كده
اسرعت اقول : لا ابدا حقيقى انا مش عارف انا هنزل فين
قالت تمد يدها لي بقطعه من البسكوت : شكلك مش من اسكندريه واضح من كلامك
ثم نظرت حولى : انت لوحدك
قالت لها : ايوه
نظرت اليا وهى تهز راسها فى حيرة شديدة قائلة : انت بتتكلم ليه كده
نظرت  اليها مستفسرا
قالت : اجبتك على قد السؤال اتكلم ارغى عشان الطريق يقصر ولا انت بتتكسف
نظرت اليا بدورى نظرت الى تعبيرات وجهها وحركات يدها والطريقه التى تاكل بها طريقه كلامها فهى شئ غريب ولذيذ فى نفس الوقت
استدارت اليا ورفعت احدى قدميها تحاول ان تثنيها تحتها ولكن سمنتها اعاقتها وعدلت هى عن ذلك عندما شعرت بانها محاوله فاشلة
نظرت اليا وهى تنفخ فى يدها لدتفئتها قائله : انا تخينه قوى مش كده
فتحت فمى لاتحدث ولكنها لم تعطينى الفرصه واشارت بيها قائله : طبعا هتقولى ابدا وان انا حلوه ومش تخينه ولا حاجه
نظرت اليها فى استغراب وفى شئ من السذاجه قالت لها : مين قالك انى هقول كده
نظرت اليا فى دهشه قائله : يعنى كنت هتقول حاجه غير كده
ونفخت فى زهق وقالت : ياربى يعنى الراجل الوحيد اللى اتكلم معاه معجبوش
اسرعت اقول لها : ومين قال انك مش عجبانى
قالت فى دهشه : انت مش لسه قايل انى سمينة
قلت لها : انا قولت كده
قالت : انا مش فهماك
نظر ت الى وجهها البيضاوى وشعرها الاسود المنسدل فى غير اتساق على كتفيها وعيناها السوداوان وقلت لها : انت جميله فعلا والاهم بقى ان دمك خفيف جدا
قالت مبتسمه : ا ه احنا هنرسم بقى
اسرعت انفى : لا والله دانا خايب لا بعرف ارسم ولا انيل
قالت مبتسمه :يعنى تقصد ان الكلام اللى بتقوله ده حقيقى
هززت راسى علامه الايجاب
قالت : انت متجوز
قلت : لا
قالت : ناوى تتجوز
قلت لها : والله لو قبلت اللى احس انى ممكن اعيش  معاها وتجذبنى ليها
قالت : وانت لسه ملقتهاش
قلت : لا
خيم نوع من الصمت بيننا لم يكن يقطعه الا صوت محركات الترام واصوات الناس التى غابت عنى تماما و كأني انتقلت إلى عالم بعيد
ولكنها قطعت الصمت فجاءه لتخرجنى من عالمى : انت حبيت قبل كده
قالت : لا خالص
قالت : غريبه .. ليه
قلت لها : شوفى انا عمرى ما حبيت يمكن عشان ملقتش وحده تجذبنى ليها او يمكن لانى انسان منطوى لكن مش عارف ليه رغم انى بتمنى انى احب وايعش اللحظات اللى بسمع عنها نفسى كده اعيش قصة حب سخنه
ضحكت وضحكت
قالت : ممكن اسالك سؤال؟
قالت لها : طبعا
قالت لى : ايه هو الحب من وجهه نظرك ؟
نظرت الى عينها ووجدت نفسى اتخلى عن خجلى قائلا : الحب .. احساس .. اه احساس بيبتدى من هنا
واشرت الى القلب
وأكملت  : وبينتهى هنا
واشرت الى العقل
نظرت الي قائله : انا مش معاك انا بقى رأى أن العين هي أول حاجه ممكن تخليك تحب
سالتها فى حيرة : العين .. تقصدى النظره .. ازى يكون النظره هى اول طريق للحب
قالت وقد اشرفت ابتسامتها : النظره اللى بتعمل السعاده واللى بتغير الحياه وتخلى حياتك أحلام وخيال وتحرك احساسك ومشاعرك وتلغى عقلك تماما وبتخلى السلطان للعين والطاعه للقلب
نظرت الى وجهها هى  مبتسمة وفى عينها نبض الحياة ومرحه شعرت بالرغبة تسرى فى جسدى وفى كل خلايا جسدى سعاده غامره
نظرت اليها طويلا
ثم عد اقول لها : وليه العين هى السبب فى الحب
قالت لي : العين ما بتشفش فى اللى بتحبه الا اللى يجذب القلب وتشوف اللى هى بتحبه وبس  لكن العيوب والفوارق زى السن والدين مبتشفهاش العين
قلت لها : معنى كده ان الحب بيجى زى الاعصار بيخش الجسم ويخلى كل العيوب مميزات
قالت : لا انا ما قولتش ان الحب زى الإعصار الحب لا يمكن يكون زى الاعصار الحب زى نسمه الهواء زى الندى بيتسرب للقلب وحده وحده من العين ويخش القلب
قلت : يعنى معنى كده ان الحب السريع حب خيالى ملوش وجود يعنى مفيش بقى حب من النظره الاولى
قالت : مفيش حاجه اسمها حب من النظره الاولى لكن فى  اعجاب من النظره الاولى فى حاجه جذبتك ممكن تكون خفه الدم الرزانه الجمال الهدوئ المرح لكن حب لا
نظرت اليها وقد اشددت حيرتى : امال ايه هو الحب
قالت : الحب ملوش معنى معين الحب حيره سعاده ممكن يكون فى سهر الليالى ممكن يكون فى الراحه فى الصفاء فى الياس محدش يقدر يحط معنى معين للحب
قلت لها : طب لو قولت لك انى بحبك تصدقيني
ضحكت قائله : ايوه لكن انت مش بتحبنى انا انت بتحب منى  الجانب اللى شفته وممكن لو شفت منى جوانب تانيه تكرهنى
قالت لها : وانتى
قالت : انا كمان لو قولت  انى بحبك يبقى بحب اللى شفته منك دلوقتى بس اكتر من كده لا
اشحت بوجهى عنها قائلا : انت معقدة
قالت لى : بالعكس انا واقعيه ومحبش اخدع نفسى
قلت لها : بس انا بحبك فعلا
ضحكت قائله : خد ده رقم تليفونى
اخرجت ورقه وقلم وبدات بالكتابه
اكملت : وعنوانى كمان وسيب نفسك تفكر  لو حسيت انك لسه عند رائيك كلمنى بس انا متاكده انك محبتش غير اللى شفته بس
وتركت الورقه فى يدى واسرعت من النزل من الترام حين توقف واشارت بيدى مودعه
نظرت الى الورقه التى امامى وعليها عنونها ورقم تليفونها لحظه ووجد نفسى بدون وعيى امزقها فى هدوء شديد
والقيت بها من النافذه
ورايتها تقف امامى وقد علا وجهها حزن شديد وهى ترى قطع الورق الممزق تتهوى فى الهواء ويدوس عليها الناس نظرت اليا وفى عينها دموع تخفيها
وحينها ادركت انها كانت مثلي تحاول ان تحارب ما بداخلها من احساس داهما تهرب من الحب لانها تعتقد انه من المستحيل ان يتقرب منها احد انها لا تثق فيمن حولها .. تحرك الترام حاولت الهبوط منه ولكنى لم استطيع كما انها اختفت وسط الزحام .. لقد أضعت من يدي بداية لقصه تمنيتها  كما أضعتها دائما لانى وبداخى احسست كما أحست هي  أنى اهرب من الحب اخاف منه لا اثق فى احد ما بداخلى وما بداخلها هو ما يعذبنى رغم عطش القلب
احمد صبحى

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة قصيرة (فراق )

كتاب (9 شهور) المقدمة

قصة قصيرة (فنجان قهوة )