قصة قصيرة ( خيوط )


خيوط

الجو شديد البرودة .. اسمع صوت الرعد ...وارى البرق من خلال النافذة ..على البعد يوجد بحيرة جميله تمنيت في تلك اللحظة  أن أسير على شاطئها على البحيرة شجره كبيره للصفصاف أحب الهواء حين يحركها واسمع صوت أوراقها رغم أنى بعيده عنها .. السماء في العادة صافيه ولكن اليوم تقلباته رائع هنا قرص ذهبي يظهر كل يوم من خلف البحيرة سمعت صاحبه المنزل تقول مره انه الشمس .. وتلك الأشياء اللامعة التي تظهر في السماء في المساء قالت عنها في مره إنها النجوم .. في الخارج عبر النافذة أرى الدنيا .. هناك أشخاص تجرى على البحيرة وتضحك يشبهون من تملك المنزل في جسدها قد يختلفون في بعض السمات  حيث تقول صاحبه المنزل أن الرجال يختلفون عن النساء في بعض في الشكل  أنا  لا افهم ولكنى أقارن  هذا بما هو جانبي حيث كان يطلق عليه الصبي هو مصنوع من الخشب ويرتدى بنطلون وتى شيرت أما أنا فارتدى فستان جميل تقول عنى صاحبه المنزل أنى عروسه من النوع الذي يتحرك بالخيوط ولولا تلك الخيوط ما تحركت ولكنى أتحرك اشعر وأحس بكل من حولي .. في يوم سمعت أغنيه جميله تغنيها لطفلها كنت أتمنى آن ارقص عليها ولكنى نظرت عبر النافذة وجدها تأخذ الطفل على شئ يتحرك عرفت فيما بعد انها عجله .. تمنيت أن اركبها وبالفعل قامت الفتاه في يوم بوضعي في الصندوق الامامى للعجلة وسارت بي على الشاطئ  كان الجو مشمس والهواء منعش شعرت بشعري يطير شعري مصنوع من الخيوط الثقيلة لذلك هو متين وناعم وصديقتي التي تقود العجلة تحبني جدا تطلق عليا لفظ ابنتها أنا احب تلك الكلمة جدا منها  كانت تقود العجلة بقوة وسرعه وكنت اشعر أن كل شئ من حولي جميل وتمنيت آن أعيش في تلك المنطقة ولكن الفتاه عادت مره أخرى إلى البيت
في الليل يضعوني في صندوق بعد أن تعيد السيدة صاحبه المنزل آليا الخيوط التي تقيد يدي  وقدمي اشعر بالاختناق  بسببها في بعض الليالي تأتى وتدخل إلى المكان الذي أنام فيه وتضع طفلتها أمامها ثم تربط الخيوط بكل اجزائى وتحركني بيدها وهى تحكى حكايات أحيانا أحبها وأحيان أخرى اكرهه ثم أنى لا احب الاغانى التي تغنيها ولكن الفتاه سعيدة جدا ومنطلقه في بعض الأيام تأتى بأصدقائها يشاهدوني وأنا ارقص بيد أمها أو أتحرك حسب مزاجها اكره أن أكون لعبه في يد الآخرين ولكن هذا قدري ان تكون خيوط حياتي في يد الأخر ولا حول لي ولا قوة .. في يوم تركت السيدة كتاب يحكى قصه ست الحسن ..هي قصه مصريه قديمه تشبه قصه سندريلا ولكنها أجمل  بكثير وست الحسن تزوجت الشاطر حسن كما تزوجت سندريلا الأمير  تخيلت نفسي ست الحسن واني سأقابل الشاطر حسن في يوم ما
 في أيام كثيرة يتسلل إلى اذنى نغمات البيانو حيث تتعلم طفله صاحبه المنزل العزف
أغنيه لفيروز اعرفها من كثره ما تحدثت عنها سيده المنزل وتلك مقطوعة شرقيه وتلك مقطوعة عالميه احب الموسيقى وانظر إلى الشارع من خلال النافذة وأنا استمع إلى الموسيقى وأتمنى أن أكون خارج هذا السجن
نعم أنا في سجن كبير  لا اخرج من الصندوق إلا حين تسمح سيده المنزل لا اركب العجلة إلا أذا وضعتني الفتاه في الصندوق لتنطلق بى في نزهه و لا استمع إلى الموسيقى إلا إذا انطلقت من البيانو في الوقت الذي تسمح فيه سيده المنزل  أنا اشعر أن هناك أشياء كثيرة مجبره عليها أتمنى أن أكون مثل الإنسان يتحرك كما يشاء فهو غير محدد غير مكبل بخيوط
أراه من خلف النافذة يسير بحريه يده منطلقه لا تحيطها تلك الخيوط الرهيبة التي تحيط يدي
كما أنى أراه يجرى دون أن تعوقه الخيوط التي تحيط قدمي وتعذبني  
كما أنى لا أرى أي يد  تحركه انه يتجه في اى تجاه يريده دون أن يكون هناك من يوجهه أو يجبره على الاتجاه الذي يريده كم أتمنى أن أكون حرة كالإنسان .. الإنسان محظوظ يمتلك كل شئ .. ولا تحيط به خيوط
ولكنى قررت سأنطلق
سأخرج من تلك الحالة
سأصبح مثل الإنسان
سأكون أكثر حرية
سأجرى كما يجرى
سأغنى كما يغنى
سأتعلم عزف البيانو
وسأكون ست الحسن التي تزوجت الشاطر حسن
ولكن حتى أكون كذلك يجب أن أتخلص من الخيوط تماما
وحتى أتخلص من خيوطي يجب أن اقطعها
وحتى اقطعها احتاج إلى المقص
هي اله حادة يستخدمها الإنسان ليقص الأشياء وهى على بعد منى
ولكن حتى أتحرك يجب أن تحركني الايادى والأصابع
واه لو استطعت أن أضع الخيوط في المروحة التي تدور في الغرفة ستتحرك الخيوط بحيث أصل إلى المقص واستطيع أن امسك بالمقص واقطع تلك الخيوط وأصبح حرة وانطلق عبر النافذة إلى العالم الفسيح إلى الحرية كما يفعل الإنسان من المؤكد أن الإنسان كان مكبل مثلى بالخيوط واخترع تلك الاله التي استطاع بها أن يقطع خيوطه التي تكبله وأنا سأكون مثله
وبالفعل استطعت أن أضع الخيوط في المروحة التي تحركت وطارت معها الى المقص وحاولت ان احصل على المقص ولكنى لم استطيع لماذا لا استطيع الحركة إلا بيد الآخرين
دخلت الفتاه إلى المكان وجدت الخيوط وقد تشابكت في المروحة التي في الغرفة حاولت أن تفكها ولكنها لم تستطيع فما كان منها أن أمسكت بالمقص كما أنا سعيدة الآن سأكون حرة
وبالفعل قطعت الخيوط ولم يعد هناك أي خيط يصل بي ثم تركت المكان ولقت بالمقص وتركتني
يا ماذا حدث؟
 أنا في وسط الغرفة لا يتصل بي اى خيوط ومع ذلك لا استطيع الحركة يجب أن أتحرك أن اخرج من هذا المكان  ان النافذة فتحت من اثر نسمه هواء شديدة كل شئ امامى النافذة التي تطل على الحرية والخيوط وقد قطعت
دخلت السيدة إلى الغرفة يبدو أن الهواء كان شديد وجاءت تطمئن أن النافذة سليمة وجدتني بدون خيوط وقد تقطعت تماما كل الخيوط التي كانت تربطني بيدها لتحركني نظرت اليا ثم يبدو من تعبير وجهها أنى لم اعد أعجبها أو أن هناك شئ في لم يعد سليم كان تعبير وجهها يؤكد أنى أصبحت عديمة الفائدة لا افهم لماذا
ثم ألقت بي عبر النافذة إلى الخارج
انطلقت
 كانت دفعه قوية
 ابتسمت
 مازلت أطير في الهواء
 انى اقترب من السماء
انها الحرية
 ياه أنى أرى الأرض من أعلى  شديدة الصغر .
ارغب في افرد ذراعي حتى اشعر باني طائر يطير عبر الأرض ليعبر الأنهار والبحار
 أنا متجهه الى البحيرة سأسقط فيها
وبالفعل سقط
الماء بارد
الرعد
البرق
المطر
أنا أحاول أن أتحرك لا استطيع
الماء يتسلل إلى جسدي
اشعر أنى مدفوعة إلى قاع البحيرة
أريد أن اخرج من تلك البحيرة
هل من ينقذني
نظرت إلى منزل السيدة التي كنت أعيش فيه وجد الخيوط تطير حيث الهواء كان يحركها بقوة
انها خيوطي التي كانت تحركني
خيوطي التي رفضها
خيوطي التى تمرد عليها
تلك الخيوط التي كنت أعيش من خلالها
شعرت للحظه أنى أتمنى أن أعود إلى تلك الخيوط
ولكنى ابتسمت لا لا احب تلك الخيوط
إن اللحظة التي عشتها وأنا في عنان السماء تساوى الكثير
 ما شعرت به ما كنت لأشعر به لولا تمردي علي تلك الخيوط أهلا بقاع البحيرة في مقابل تلك اللحظة التي عشتها ولن يعيشها غيري أنا فقط لحظه لن تتكرر
احمد صبحى




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة قصيرة (فراق )

كتاب (9 شهور) المقدمة

قصة قصيرة (فنجان قهوة )