قصه قصيرة ( سحر الحب )


سحر الحب
احمد صبحي

من حقي أن ابحث عن الحب... من حقي أن اختار من سأظل بجانبه طوال العمر .. من حقي أن احدد مواصفاته بنفسي وان أظل انتظره .. ليس عيب أن أتخطى الثلاثين .. وليس من المهم أن استمع إلى كلمات قد تؤذيني ولكن المهم أن أعيش ما أحب أن أعيشة .. كل هذا كان يرو دنى حين قبل الزواج ..وحتى حين جاء إلى منزلنا أول مره كنت اندهش كيف ياتى أليا ليقرر أن يتزوجني .. هل هذا يعقل هل هو بالفعل رجل عاقل .. ياتى إلى فتاه لم يراها من قبل بناء على كلمات سمعها من أشخاص .. ليقرر أن يتزوجها .. لمجرد انه سمع إنها مؤدبه أو إنها فتاة تصلح أن تكون ست بيت كما يقولون انه مجنون ثم ان اسمه شعبان .. هل من الممكن أن تتزوج فتاه في تلك الأيام برجل اسمه شعبان .. لا ليس معقول ثم أنى لا اقبل أن أكون سلعه تعرض لتشترى .. ولن اقبل أن أتزوج بتلك الطريقة ... كل هذا مر بذهني .. ولكن الحقيقة لا اعلم ماذا حدث بعد ذلك .. لم أكن سعيدة .. حتى وأنا اختار أدق الأشياء الخاصة بي كنت أتسأل
لماذا ارضي ؟
لماذا لا اترك منزلي؟..
 لماذا لا اهدد بالانتحار؟
 لماذا لا أقول لهم أنى لا اقبل أن أتزوج بتلك الطريقة ؟
.. هناك شئ ما يكبلني يجعلني اقبل .. أقول أنى لا أخاف من تقدم السن ولكنى أخافه .. أقول أنى لا أريد أن أتزوج ..ولكنى أخاف الوحدة .. ثم انه وسيم .. ميسور الحال إلى حد ما .. دمه خفيف أيضا .. ولكنى لم أعيش معه قصه الحب التي كنت أتمناها .. من المؤكد أن زواجي هذا فاشل ... وسوف أقول لهم أنهم هم السبب ..نعم حين تحين لحظه الانفصال والطلاق .. سأقول لهم انتم السبب ولا يلومني اى فرد أو شخص على ما حدث وأنا من حقي أن اختار حياتي بعد أن اثبت فشلهم في اختيارهم
-        الأسبوع الأول .. لم يكن سيئ .. اقترب منى كثيرا .. قرب الأزواج من بعضهم البعض .. أحيانا كنت اشعر بالسعادة كاملة وأحيانا أخرى كنت اشعر بالضيق والنفور ولكنى كنت استجيب
-        الشهر الأول .. سافرت معه إلى الاسكندريه لمهمة عمل بناء على أصار منه  وانتهاز للفرصة كما يقول  فهو يحب الاسكندريه وشوارعها وخصوصا في فصل الشتاء والحقيقة كانت جميله الإمطار الغزيرة البرق الرعد الشوارع المملوءة بماء البحر الذي تعلوه الأمواج
-        كوبري استانلى الذي أصبح كأنه قطعه من الماس
-        الشهر الثاني .. أقوم بكل وجباتي الزوجية ولكنى مازالت احلم بالحب .. أشاهد أحيانا أفلام أجنبيه تتحدث عن الحب وعن روعته كم بكيت لغرق السفينة تيتانك .. وكم بكيت لموت بطله.. اشعر باني احتاج إلى تلك القصة بقوة
-        الشهر الثالث .. اختلفت معه في أشياء عديدة يبدو انه سيبدأ في وضع شروطه وقواعده وسيطرته عليا وأنا لن اقبل ذلك .. انه متعب .. ياتى من العمل وكأنه كان يعارك الأقدار .. اشعر ببعض ألمه وهو نائم .. بداء يشخر من التعب .. في يوم طلب منى أن أقوم بإعداد مشروب ساخن له لأنه يشعر بتعب المعدة كنت أقوم بذلك وأنا مطره .. فانا لست خادمته
-        الشهر الرابع .. الكل يسالنى لماذا لم احمل حتى الآن .. وبداء الغمز .. والكلام المدارى عن علاقتنا يبعضنا البعض ولكنى لا اهتم بهم فانا مازالت على يقين أنى سأطلق فانا لا أحبه وانتظر القصة التي طالما تمنيتها
-        الشهر الخامس .. قررت أن اشترى  بعض الأشياء المهمة للمنزل وان أغير بعض الأمور مثل الستائر بعض الماشيات كذلك الأكواب انكسر منها كثير كما ان هناك أنواع ظهرت أفضل هو قال لي إننا لسنا بحاجه لها وأنا قررت أن اشتريها مهما كان الثمن .. وأنا سأفعل ما رايده هل يعتقد انه يستطيع أن يتحكم في ثم أنى لا أحبه وسأطلق منه ومازالت انتظر قصه الحب التي طالما تمنيت أن أعيشها
-        الشهر السادس .. اليوم عيد ميلاده .. ذكرتني به أخته من دون ان يعلم .. ولانى شعرت بالحرج اشتريت له هديه كانت عبارة عن قلم قيم جدا .. تقبله منى في سعادة وشعرت بالأمل في عينه كما شعرت أن في قلبه شئ ما نحوى ..انه مجنون .. لقد تزوجنا زواج تقليدي .. وأنا لا أحبه .. وسأطلق منه .. وانتظر قصه الحب التي طالما حلمت بها
-        الشهر السابع .. يوم عيد ميلادي .. لقد تذكرني .. كنت منتظره منه ان ينسى .. ولم أكن لأحزن أبدا .. فانا لا أحبه .. ولكنه تذكر .. جاء بشئ كنت اعشقه .. تورته الشكولاته .. ومعها شمعه بعمري .. كما كتب على التورته اسمي .. وجلست معه انظر إليه ..انه مسكين .. يعتقد أنى أحبه .. يفعل كل ما بوسعه حتى أحبه .. ولكن بداخلي شئ ما يبعدني عنه .. انه الحلم .. حلم الرومانسية .. واللقاءات التي تحدث بعيدا عن الأهل .. حيث تتلاقى الايدى وتتشابك الأصابع .. وتغوص العيون بعضها في بعض .. مازالت اشعر أنى بعيده عنه كل البعد ولكن للحق هو شخص حلو المعاشرة .. أتمنى أن يختار فتاه أفضل وأحسن منى .. تحبه وتعيش معه تلك القصة التي تمنيت أن أعيشها
-        الشهر الثامن .. أنا قلقة .. اشعر أن هناك شئ ما يحدث .. هو بعيد .. لم يعد يسال عنى كما كان يفعل كل يوم .. كما انه بداء يتأخر خارج المنزل .. اتصل به لا يرد .. ولكن لماذا أنا قلقه إلى هذا الحد .. فانا كنت أتمنى دائما أن اتركه .. يبدو أنى سيدة تحمل من القيم ما لا تحمله غيري فانا أخاف عليه لكونه زوجي ولكن في الحقيقة أنا لن استطيع ان أعيش معه أكثر من ذلك
-        الشهر التاسع .. ماذا حدث ..انه يبدو دائما حزين .. اقتربنا من عشره أيام لم يقترب اى منا من الأخر ..هو يأكل صامتا لم يعد يضحك كما كان .. يبدو غائبا عن الوعي اغلب الأوقات .. ثم انه يتعمد أن يتأخر أو يخرج مبكرا حتى لا يجلس فى المنزل .. يبدو هزيل .. هل هو مريض ..
-        الشهر العاشر ... يبدو انه يعانى شئ ما قلبي يخفق لكونه يتغير .. لم يعد ذلك الوسيم الذي يهتم بكل تفاصيله .. لابد أن اعرف .. اتصلت بأخته قالت لي أنها لا تعلم أي شئ وانه أصبح أكثر ميل إلى الوحدة .. أمه اتهمتني أنا بانى اسبب واني جعلت ابنها يكره الحياة .. ولكن لابد لي أن اعلم ما أصابه
-        الشهر الحادي عشر ... أنا لا اعرف اى من أصدقاءه .. كما أنى لم أحاول أن أتقرب منه كلما كان يتقرب منى .. قررت أن اعبث بتليفونه .. اه هناك اسم مكتوب عليه صديقي ولم يكن اسم .. اه انها أمراه لابد أنها امره سوف اتصل بها واكشفه .. اتصلت .. انه رجل .. حدثته قلت له أنى زوجه شعبان .. قال لي انه كان يتمنى أن يحدثني منذ زمن ولكنه كان متردد لان شعبان حذره من أن يتحدث اليا .. انا قلقه جدا .. لماذا .. وقررت أن أقابله
-        الشهر الثاني عشر .. أول مقابله بيني وبين احد أصدقائه .. كانت زوجته موجودة .. تركني مع زوجته يبدو أن هناك شئ ما خطير .. قالت لي .. ان شعبان على يقين انك لا تحبينه .. وانه حاول طوال الفترة الماضية أن يتقرب منك ولكنه لم يستطيع يبدو أن هناك حاجز بينك وبينه .. أو أن هناك طرف آخر ...هو لا يريد أن يراكى بشكل سئ .. فإذا كنتى تريدن الانفصال اطلبيه بهدوء وهو لن يتردد ولن يرفض
-        هل شعر بما كنت اشعر به؟ ..
-         هل شعر أنى بعيده عنه؟ ..
-        هل كان كل تلك المدة يحاول أن يبنى بيني وبينه جسر من المودة وأنا اقطعه ؟..
-        الشهر الثالث عشر .. تلك الستائر أنا التي اشتريتها .. وتلك السجاجيد أنا التي وضعتها بيدي في أماكنها .. ألوان الحوائط أنا من اختارها .. المطبخ شئ جميل كنت أول مره اطبخ في هذا المنزل .. اعدد أنواع كثيرة من الطعام كانت سيئة ولكنه كان يأكلها إلى أن تحسنت وكان كل مره يبتسم .. أين هو الساعة تقترب من الثانية عشر ولم ياتى .. أنا لم احمل حتى ألان .. يبدو ان هناك شئ ما يمنعى من الحمل يجب أن اتاكد أنى قادرة على الحمل .. ولكن هل أريد أن احمل من رجل لم أحبه .. بل أحبه .. نعم أحبه .. فما هو الحب .. أن اعرف شخص قبل أن أتزوجه حتى يصير كل منا قريب من الأخر .. هل الحب ان أعيش قصه حب شديدة مع رجل أنا اختارته وهو اختارني .. فإذا كان هذا هو الحب فهذا ما حدث بالفعل
-        لقد جاء ليراني .. ليتعرف عليا لا ليشتريني .. أنا أيضا رايته وأعجبت به لم ارفضه لانى كان بداخلي شئ ما يقبله .. بعد الزواج كان شديد الحساسية .. لقد تذكر أشياء كنت اعتقد انه لا يتذكرها .. مازالت أرى نظره الحب والسعادة فى عينه حين تذكرت يوم مولده ..
-        لقد  استطاع أن يعيش معي وأنا لا أحبه وأتمنى الانفصال عنه لأعيش قصه حب لا اعلم مدى نجاحها أو فشلها .. جاء .. صامتا .. هادئا .. اتجه إلى الغرفة .. اتجهت إليه .. سألته هل من الممكن ان نذهب الى الطبيب
-        لم يستوعب .. قلت له أنى قلقه من أنى لم احمل حتى ألان
-        نظر اليا نظره غريبة انه سعيد وفى نفس الوقت لا يفهم
-        قلت له .. أنا ارغب في أن يكون لي طفل منك
-        الشهر العاشر من السنة الرابعة ... لدي طفل جميل يشبه والده .. ولدى زوج أحبه .. اختلف معه .. ويختلف معي ..يراني أحيانا حمقاء .. واره لا يفهم النساء .. يقترب منى في كثير من الأحيان ويبتعد .. أرى الغيرة في عينه .. وارى أحيانا الملامة .. ولكنى عشت ما كنت ارغب ان أعيشة .. لقد جاء ليراني فى منزل عائلتي .. كنت رافضه كارهه ثم تزوجته ثم عانيت وتمنيت أن أعيش قصة .. ثم أحببته بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. اليوم .. انا أعيش القصة التي طالما تمنيت أن أعيشها .. مع شعبان .. وحامل في رمضان .. ولن اخجل من كوني زوجة .. فانا قادرة على ان أكون ملكه ............................... وعشت قصه حب لن يستطيع كتاب الأفلام ان يكتبوها او يخطوا حروفها لأنها محفورة فى القلب بعد أن تعلم العقل
-                                                                                                  احمد صبحى


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة قصيرة (فراق )

كتاب (9 شهور) المقدمة

قصة قصيرة (فنجان قهوة )